خطاب الكراهية بين التجاهل والتشريع
تانيد ميديا : فخامة رئيس الجمهورية حان الوقت لوضع حد لنجوم عالم الفراغ والسطحية والتعميم والانسياق وراء الوهم
والمتلاعبين بمشاعر وأحلام البسطاء والمتاجرون بكل القضايا والهموم،
فخامة رئيس الجمهورية
يجب ان توضع النقاط علي الحروف وتوضح الحقائق وتكون الصورة شديدة الوضوح امام الجميع بعيدا ً عن حالة الضبابيه والمتاجرة نعم الحمل ثقيل لكن علينا جميعا ً و تبعاته مرهقة و لكن يقينا نعرف ونثق بقوة أن موريتانيا يجب ان تكون فوق الجميع
لقد وصل خطاب الكراهية و التحريض على العنف وتقويض التماسك الاجتماعي والتسامح من طرف المتاجرين باللون والعرق والجهة مرحلة الخطورة و هو لا يؤثر على الأفراد والجماعات المستهدفة فحسب، بل يؤثر أيضًا على المجتمع ككل. إن التأثير المدمر للكراهية ليس شيئًا جديدًا للأسف. لكن الجديد هو شرعنة الخطاب وتجاهل النظام قوة تصاعده مجاملة للغرب ومحاولة لعدم الشوشرة دون اﻻنتباه الي خطورة ما سينتج عن ذلك من مخاطر و تعكس الحوادث الأخيرة الناجمة عن خطاب الكراهية، بما في ذلك الإهانات العنصرية وحتى التحريض على العنف وتهديد بالفوضى ، اتجاهًا مثيرًا للقلق وقد تفاقم هذا الخطاب بسبب دعم الغرب للجماعات المتطرفة والشخصيات الشعبوية في البلاد الذين استخدموا مناصبهم للترويج للخطابات العنصرية والمعلومات المضللة ونظريات المؤامرة. العديد من هؤلاء وصلوا الي مواقعهم عبر المتاجرة بخطاب الكراهية مما أوجب تنبيه هؤلاء الي مراجعة النفس قبل فوات الأوان ” بلادي وإن جارت على عزيزة .. وأهلي وإن ضنوا على كرام
هناك ضرورة لفهم البيت ﻹن له مغزى، ودلالاته يتم استنتاجها من بين السطور، بغرض التنبيه والوعى والإدراك لما يدور حولنا من ظواهر مُعدة سلفًا ويحاك ضدنا من مؤامرات مُخطط لها .. وكل هذا يحتاج منا إلى ترابط وتلاحم ووحدة وطنية أمينة، ففى الاتحاد قوة لا تقهر، خاصة ونحن أمام حملة ممولة من أجل تفكيك مجتمعنا داخليًا ويستغلها البعض للتربح وخدمة مصالحه الشخصية وليس هذا جيدًا.. ففى كل حقبة مضطربة هناك أثرياء حرب وأثرياء أزمات ينضمون إلى طائفة الأشرار، هؤلاء المغرضون الذين يقترفون الآثام فى حق المواطن ويتلاعبون بامنه واستقراره ويصدّرون له طول الوقت طاقات سلبية، شعارها القتامة، ومعانيها ملبدة بالعتمة والغيوم، وهدفها القلق.. وهذا على خلاف ما هو قائم بالفعل على أرض الواقع من إنشاءات وإنجازات للنهوض ببلادنا .
صحيح أن حرية التعبير لكل فرد هو حق طبيعي ، لكن الوعى لكل عقل هو أيضًا ضرورة قصوى، لأن عدم الوعي بخطورة الخطاب الطائفي يُضّع الوطن علي حافة الهاوية وبلدنا يسحق أن ندافع عنه ونحافظ عليه بعيدًا عن أى غنائم أو منافع أو مصالح. إن هذا المخطط الشيطانى من صناعة جيل الحقد والكراهية ودعاة حروب التفرقة والتي نري نتائج التقاضي عنها في تقسيم السودان إلى شمال وجنوب وإشعال حرب أهلية ، و تفتيت العراق سُنّة وشيعة ودروز وأكراد، و تحويل سوريا إلى طوائف ومِلل، و تقطيع ليبيا إلى قطاعات، وإتعاس اليمن.. والعرض مستمر لو استمر تجاهل دعاة التفرقة والمتاجرين بلون والعرق تحت أي ذريعة
فخامة رئيس الجمهورية
يعتبر الاستقرار الأمني والنمو الاقتصادي في أي بلد كان وجهين لعملة واحدة، فإذا كان هناك استقرار أمني فمن الطبيعي أن يكون هناك نمو اقتصادي بغض النظر عن موارد الدولة، سواء كانت ضعيفة أم قوية، فلا توجد دولة في العالم إلا ولديها مواردها الاقتصادية، لكن تدهور عديد من الاقتصادات في العالم كان سببه الأول عدم الاستقرار الأمني الذي يشمل جميع النواحي الأمنية وتشعباتها، الذي متى ما تدهور تراجعت معه المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية وتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في أي بلد كان
فخامة رئيس الجمهورية
أن الوضعية الخطيرة للأوضاع بالبلاد لم تعد تقبل لمزيد من التشخيصات؛ بل إنها أصبحت تتطلب – وبكيفية استعجالية- البحث عن مكامن الخلل والحلول لواقع يعاني من تخمة التشخيصات وقلة المبادرات والبدائية
لا شيء يعلو على كرامة الموريتانين الذين هم بحاجة إلى التنمية المتوازنة والمنصفة، التي تضمن الكرامة وتوفر الدخل وفرص الشغل والقضاء المنصف والفعال، وإلى الإدارة الناجعة بعيدا عن كل أشكال الزبونية والرشوة والفساد؛
أن اتساع دائرة الفوارق بين الفئات والفشل في إرساء العدالة الاجتماعية بالبلاد هي أخطر ما يهدد الإصلاحات السياسية والمؤسساتية مما أساء ويسيء إلى صورة البلاد داخليا وخارجيا؛
فخامة رئيس الجمهورية
يجب الخروج عن لغة المجاملة أو التنميق للتأكيد لأعضاء الحكومة وممثلي الشعب ومن خلالهم الشعب على أن فرضية عدم إحداث “زلزالا سياسيا” غير وارد بعد استمرار تجاهل رسائل خطابات رئيس الجمهورية من لدن الطبقة السياسية؛ الأمر الذي اوجب تلاوة آية “شر الدواب الصم البكم” على مسامع رئيس الحكومة وأعضاء حكومته ورئيسي البرلمان والبرلمانيين ليفهم الجميع ان “الزلزال السياسي “ليس مستحيلا وان مبادرة التغيير الإيجابي ولو بطرق استثنائية؛ هو أمر وارد وإن مصلحة موريتانيا وأمنها واستقرارها فوق الجميع وان المتاجرة لايمكن ان تكون علي حساب أمن وطن وشعب بأكمله
بقلم شيخنا سيد محمد